شعار الإحتفال هذا العام "الكرامة والحرية والعدالة للجميع"
10 ديسمبر 2022

في هذا اليوم يحتفل العالم باليوم العالمي لحقوق الإنسان، الذي يصادف ذكرى إعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة للإعلان العالمي لحقوق الإنسان في العاشر من ديسمبر عام 1948، بوصفه أول وثيقة دولية تناولت حقوق الإنسان من منظور عالمي، والأوسع ترجمة في العالم (500). لقد مثلّ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، نقلةً نوعية كبيرة تمثلت في توافق غالبية الدول الأعضاء في منظومة الأمم المتحدة ـ وقتذاك ـ عليه باعتبار أن الحقوق والحريات الواردة فيه تمثل الحد الأدنى من المعايير الدولية في مجال حماية حقوق الإنسان.، حيث شدد في ديباجته على "الاعتراف بالكرامة المتأصلة في جميع أعضاء الأسرة البشرية وبحقوقهم المتساوية الثابتة هو أساس الحرية والعدل والسلام في العالم."
لقد ظل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، مصدر إلهام لجميع الإتفاقيات والبروتوكولات والإعلانات والمبادئ التوجيهية ومدونات السلوك، ذات الصِلة بحقوق الإنسان.
إننا في معهد جنيف لحقوق الإنسان، نهنئ العالم قاطبة، بهذا اليوم الذي يذكرنا بعالمية حقوق الإنسان، وشموليتها وترابطها، وبعدم قابليتها للتجزئة، ويذكرنا بالنقلة النوعية التي حدثت في مسار تناول المجتمع الدولي لحقوق الإنسان بوصفها شأناً عالمياً يهم جميع دول العالم، في وقتٍ كانت تعمل فيه كثير من القوى الدولية، على ترسيخ فكرة وطنية حقوق الإنسان، وتكريس فكرة الخصوصية.
الإحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان، مناسبة تجعلنا نتوقف كثيراً عند التطور الذي شهدته معايير وآليات الحماية الدولية ذات الصِلة بحماية حقوق الإنسان، على مستوى الأمم المتحدة، تطوراً جعلها تواكب العديد من المستجدات في الساحة الحقوقية الدولية، سواءً على مستوى الآليات التعاقدية، أو على مستوى الآليات غير التعاقدية، ولا يفوتنا في ذات الوقت، أن نعبر عن تطلعنا لمزيد من التطوير، ومزيدٍ من التفاعل بين جميع دول العالم وبين آليات حماية حقوق الإنسان، على النحو الذي يجعل توصيات وملاحظات هذه الآليات محل احترامٍ وتقدير لدى جميع الفاعلين على مستوى العالم.
إننا بمعهد جنيف لحقوق الإنسان نتوجه في هذا اليوم بتحيةٍ خاصة لآلاف الناشطات والناشطين في مجال حقوق الإنسان، لما ظلوا يقدمونه من تضحيات جسام في سبيل إعمال الحقوق والحريات المنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وفي جميع الإتفاقيات الدولية الأساسية في مجال حقوق الإنسان، وقد لاقوا في سبيل هذه المهمة النبيلة تضييقاً ومعاناةٍ واعتداءات ظلت تنالهم في العديد من بلدان العالم، بما فيها الإعتداء على الحق في الحياة، في بعض الحالات، إننا نتأسف كثيراً لحملات التضييق المسلطة ضد الناشطات والناشطين في بعض البلدان التي صارت قيداً ثقيلاً على حقوق الإنسان، وعلى الحريات العامة، في هذه البلدان.
المفوض السامي لحقوق الإنسان قال بمناسبة اليوم العالمي أننا "بحاجة إلى استعادة عالمية حقوق الإنسان، ولا نقبل بتجزئتها، ونحن بحاجة إلى إيجاد طاقات جديدة تحفز الشباب في جميع أنحاء العالم ".
إن معهد جنيف لحقوق الإنسان يتطلع في هذا اليوم إلى تطوير منظومات الحماية على المستوى الوطني، في جميع دول العالم، ويتطلع إلى أن تكون عمليات التطوير متلائمة مع المعايير الدولية ذات الصِلة بحقوق الإنسان. ومعهد جنيف لحقوق الإنسان إذ يهنئ العالم بهذه المناسبة يجدد التزامه تجاه قضايا حقوق الإنسان في كل مكان ويأمل أن يعود هذا اليوم ليجد العالم أفضل حالا والانتهاكات أقل ارتكابا والحقوق أكثر احتراما.